إنَّ الحنينَ حُضُورٌ للحياةِ إذا
تَكَلَّفَ الهَمُّ معنى الموتِ والعَدَمِ
تَركْتُ سُوْدَ الدَّواهي خَلْفَ ذاكرتي
سحائباً أَمْطَرَتْ صَوْباً مِنَ الأَلَمِ
وَجِئتُ أَسْتَحْضِرُ الذكرى التي شَقِيَتْ
مِنْ بَعْدِ مانَسِيَتْها أَكثَرُ الأُمَمِ
ماذا أُحَدِّثُ عنكِ الناسَ يا شَغَفاً
أَسْرى بمعناهُ مِنْ رُوْحي إلى القَلَمِ
كَسَرْتِ في مُقْلَتِيْ وَهْمَ السَّرابِ وَقَدْ
لَمَّ الرَّجاءُ أمانيهِ مِنَ الدِّيَمِ
عَيْنُ الخيالِ أَرَتْني وَاقِعِيَّتُها
عَجائبَ الجَمْعِ بينَ النّورِ والظُّلَمِ
فيا لهُ لُغْزاً اسْتَغْبَتْ طلاسِمُهُ
عقولَ مَنْ قصَّروا عَنْ غايةِ الهِمَمِ
يا صورةً صَبَغَتْ نَظْراتُ أَعْيُنِنا
مِنْها الشَّفافِيَةَ العَرْباءَ بالعَنَمِ
أنتِ الجمالُ الذي كانِ المسيحُ بهِ
يُحَرِّضُ النُّظُمَ العُليا على النُّظُمِ
والخاطراتُ السَّماوِيَّاتُ قَدْ رَفَعَتْ
إِدْريسَ منها مكاناً باسِقَ القِمَمِ
أَقْسَمْتُ للناسِ بالحَقِّ الذي بَهَرَتْ
آياتُهُ غَيْرَ مُضطرٍّ إلى القَسَمِ
لقدْحَبَبْتُكِ عِرْفاناً عَرَفْتُكِ حُبّاً
والمحبَّةُ والعرفانُ مِنْ شِيَمي
فلا رَأَتْنِيَ عَيْنُ اللهِ مُنْحَرِفاً
عَنْ نَهْجِ مِلَّةِ أهل الخَيْرِ وَالنِّعَمِ
إنَّ الحياةَ لَبُرْكانٌ تَفَجَّرَ بي
بُرْكانُهُ حِمَماً لَهَّابَةَ الحِمَمِ
خَبِرْتُها زَمَناً كانَ النَّعيمُ بهِ
طيْفاً تُغازِلُهُ عينايَ عَنْ أَمَمِ
أمّا الشَّباب فواحُزْني عليهِ فقدْ
قضى صغيراً ولمْ يبلُغْ إلى الحُلُمِ
أمَّا الورى فَهُمُ عَيني التي قَذِيَتْ
ودامَ فيها القذى دَهْراً فَلَمْ أَنَمِ
أمّا الأماني فإنَّ الفقرَ شَتَّتَها
وهلْ ترى الذئبَ مأموناً على الغَنَمِ
إنَّ الحياةَ ضَجِيْجٌ بي يُهامِسُهُ
هُدُوْءُ حوباءَ سُقْراطيَّةِ الحِكَمِ
طباعُها كطباعِ الناسِ أَلْيَنُها
أَقسى على القلبِ مِنْ فَدْمٍ على فَهِمِ
تاللهِ مادارَ مَفهومٌ بخاطِرِها
إلّا ولي فيهِ شِعْرٌ بالِغُ القِيَمِ
سام يوسف صالح 21/2/2011
الرئيسية 