خَفِيُّكِ كَنْزٌ عِنْدَهُ ابْتَدَأَ الحُبُّ
وكانَ الوجودُ الرائعُ البارعُ الرَّحْبُ
ومِنْ كونِهِ المسجورِ بالنُّورِ أَشْرَقَتْ
مَراتِبُ شَتَّى كانَ رَتَّبَها الرَّبُّ
لمعناكِ مَعْنىً صورةُ الكونِ صورةٌ
لمعناهُ لكنْ ماتَصَوَّرَها الُّلبُّ
صفاؤكِ في قلبي كتاب ٌوكيفَ لي
بأنْ أُفْهِمَ الألفاظَ ما فَهِمَ القَلْبُ
أَمُوْتُ بعَيْنَيْكِ الَّلتيْنِ اسْتَمالَتا
بِسُقْمِهِما مَنْ ليسَ مَطْلَبَهُ الطِّبُّ
وليس لِأَلوانِ التَّوَجُّعِ مَوْقِعٌ
بمُهْجةِ قلبي ليسَ تَعْرفُهُ الهُدْبُ
وَقُرْبُ الضَّنى في الحُبِّ يَسْتَبْعِدُ الشِّفا
إذا كانَ فِرْدوسَ الرِّضا ذلكَ القُرْبُ
أُسَافِرُ في عَيْنيكِ رُؤيا حَدا بِها
إليكِ جَوىً لم يَبْتَكِرْ وَهْجَهُ صَبُّ
وأبلُغُ أَقصى الصَّبْرِ حَجّاً إلى مُنىً
تُساوي خُطى جُهْدي إلى بَيْتها الدَّرْبُ
وَأُكْبِرُ كُنْهَ الغَيْبِ عَنْ مَبْنَوِيَّةٍ
تَناكَرَ في عِرفانِها العُجْمُ والعُرْبُ
فلا سَكِرَتْ يوماً جميعُ جوارحي
إذا كانَ لي مِنْ غير خمرتها شُرْبُ
طُبِعْتُ على حُبِّي لها وَاكْتَسَبْتُهُ
فما فاتَ مِنْ طَبْعٍ تَدارَكَهُ الكَسْبُ
هيَ النارُ في طُوْرِ الكليمِ ونورُها
تَشَعْشَعَ فيهِ يُوْشَعٌ وانطوى الرَّهْبُ
وسِرٌّ سماويٌّ جميلٌ بذاتِهِ
لكلِّ ضميرٍ مِنْ غرائبهِ نَهْبُ
إليكِ انتهى أَمْرُ الوجود ِبأسْرهِ
فعفوَكِ ما أرجوهُ إذْ عَظَمَ الذَّنْبُ
..................................................
سام صالح